في فصل أم ريحانة ما أصغر احفاد ام ريحانة الوارد في ذلك الفصل، لم أتخيل أبدًا أنني سأكتب عن انفصالك وعن ألمك ، لكنني اليوم أكتب عن شخص غير عادي ، أكتب عن أغلى شخص في حياتي ، أكتب عن وداع جدتي العزيزة ، التي سأفعلها لا أستطيع أن أرى بعد اليوم ، بعد صوتها ، غادر ضحكها وحنانها كل أحزاني ، ولأنه يدرك تمامًا أن العراق بلد متوحش ، وجار يصعب ترويضه ، وهو عاصٍ لمن حاول إخضاعه ، فهو يستغل عمداً أي ظرف متاح لكسر إرادته، أمامنا سجل كامل من تدخله في الشأن العراقي ، وعدم اهتمامه بعلاقات الجوار والدين والتاريخ المشترك ، وحتى عدم نيته الصادقة لتطبيع علاقته مع العراق ، وتجاوز آثار الحرب ، وهم يسعون، لإقامة سلام دائم ، وهذا ما رصده الباحثون والدبلوماسيون، نتذكر ملاحظة رائعة من السفير الأمريكي المخضرم رايان كروكر ، الذي خدم في العراق قبل عقد من الزمن ، حيث سجل تصميم الإيرانيين على إبقاء حربهم في العراق حية.
في فصل أم ريحانة ما أصغر احفاد ام ريحانة الوارد في ذلك الفصل
وها هي اليوم بروحها البيضاء ريهانا فلسطين تودع مخيمها وعائلتها وجيرانها وأحبائها وكل من عاش معها أو حتى عرفها بعد أن تركت بصمات حبه وحنانه، أينما ذهب، الحياة وألم الموت بين رجاء اللقاء ورعب الفراق، ها هو اليوم ينتقل من عالم دافئ وحنون ومشرق بابتسامته ووجهه اللطيف ، إلى عالم مظلم وحزين في أحضانه ، بالأمس كنت بعيدًا عنها وحلمت بلقائها والتحدث معها.
أم ريحانة ما أصغر احفاد ام ريحانة الوارد في ذلك الفصل
جدتي ، هذه الحياة تكاد تمر في غمضة عين ، وكأن الحياة حلم يوقظنا منه الموت ، فارجع معي واصطحبني إلى منزلنا ، إلى والدي ، إلى ذكرياتي معك ، إلى منزلنا، المخيم وأزقته إلى القدس وحيفا وشفا عمرو عيلوط وكل فلسطين حيث تحب ريحانة، لقد ذكرت كل التفاصيل المتبقية بيننا ، وصوت والدي يتركنا بقلبه ملتصق به، وتحلم بعودته وهو يطرق باب منزلك في المخيم ليرى ابتسامتك ويشحذ عزمه على حنانك وحكمتك عندما تركتنا ولم يتحقق حلمك المستحيل.
اترك تعليقاً