كانت مفاجأة أن تعمد النجم العالمي عمر الشريف التركيز عليها عندما أعلن أنه ابن بلد له قلب وروح وسيظهر أنه لم ينس أصوله من خلال دور رئيس البلدية في فيلم: المصري، المواطن الذي نقله كاتب السيناريو محسن زايد من رواية: الحرب في أرض مصر للروائي يوسف القائد ، حيث اختاره المخرج صلاح أبو سيف ليلعب دور شخصية أعادته إلى أصوله ، في مقابل الرائع عزت العليلي الذي يشهد لأهم مزارع على الشاشة بمحاولة لعب دوره في فيلم: الأرض مع محمود المليجي وإخراج يوسف شاهين.
قصة فيلم المواطن مصري الحقيقية
ورفع عمر وعزت المنافسة إلى أعلى مستوى ليتدخل عمر ويقرر النتيجة عندما اختنق عزت بعد انتهاء المشهد قائلين: أنت العظمة يا عزت عزة بعد مشهد جعل المشاهدين يصرخون على قوته. وعمق لحظة تسلم الفلاح الفقير عبدالموجود (عزت) جثمان نجله المصري (عبد الله محمود) الذي أعاد استشهاده عام 1973 باسم توفيق (خالد النبوي) نجل رئيس البلدية عبد الرازق آل، – شرشبى (عمر) ، وبكى عزت بقلب مشتعل انفجر على الشاشة بأداء مذهل فى صدقه.
قصة فيلم المواطن مصري
مخرج الفيلم هو المخرج المصري الماهر صلاح أبو سيف ، والسيناريو مأخوذ من رواية يوسف القائد (الحرب في أرض مصر) ، ويحكي صفحات غير مرئية في معركة النصر ، وعلى بقع سوداء على لباس النصر الأبيض الناصع، أما الروائي يوسف القيد فهو منظّر ناصري بارز في الرواية منذ ستينيات القرن الماضي ، وقد حظيت الرواية باهتمام كتاب السيناريو لفترة طويلة ، لكن الرقابة وقفت في طريقها لفترة طويلة، كتبه المؤلف بعد أحداث 17 و 18 يناير 1977 ، المعروفة بثورة الجياع ، عندما شعر الناصريون والشيوعيون أن السلطة الحاكمة -مثلها السادات- والشعب بدأ ينكر عهد عبد الناصر ويرد عن الدين. منه.
فيلم المواطن مصري الحقيقية
بالرغم من حساسية هذه الفترة من التاريخ العربي ، ورغم توقعات المشاهد (معذرة) أن يكون فيلم “مواطن مصر” حلقة جديدة في سلسلة أفلام الحرب التي تمجد حرب التحرير وبطولة قادتها العظماء. قادة لديهم الكثير من المبالغة والعاطفية الشديدة التي لا تحترم عقل المشاهد أو حتى الحقائق التاريخية ، كما في “الرصاصة لا تزال في جيبي” ، “الطريق إلى إيلا، إلا أن المفاجأة الأولى للفيلم وأبرز قوته هي أنه يقدم قصة مختلفة عن حرب أكتوبر ، وبذلك يكسر قالب التقديس الذي أصبح بالفعل حاجزًا صلبًا يمنع مراجعة التاريخ أو فحصه وتحليله، (وهو للأسف أهم نقطة ضعف لكل العرب).
اترك تعليقاً