من هو عاشق سلامه الملقب بالقس، كان عبد الرحمن بن أبي عمار أشهر نسّاك مكة وزهّادها ، ولُقّب بـ “الكاهن” بسبب انسحابه من ملذات الدنيا وتفانيه في العبادة ، وبقي على هذه الحال حتى صدفة، سمعت صوتًا ملائكيًا أشعل نيران الشغف في قلبها ، فوقعت في حب صاحب هذا الصوت ، الذي أطلق عليه فيما بعد اسم “سلامة الكاهن” ، ومنذ ذلك الحين اندلع صراع بين شغف وشفقة في روحه ، وبدأ يتغلب على نفسه ، حتى أنه يضربه تارة ويضربه على الآخرين ، حتى يفرقهم القدر، وقعت أحداث هذه القصة في أوائل القرن الثاني الميلادي ، وتحديدا في العام، 720 م ، مع بداية حكومة الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك خلفاً لعمر بن عبد العزيز، وردت قصة حب الناسك لسلامة في عدة مصادر تاريخية ، منها كتاب “مسارات الرؤية في ممالك الأمصار” للمؤرخ شهاب الدين بن فضل الله العمري ، كما ورد في الكتب التي تتناول من سيرة الخليفة يزيد بن عبد الملك.
من هو عاشق سلامه الملقب بالقس
ولدت سلامة من مواليد المدينة ، أخذت غناء معباد وابن عائشة وجميلة ومالك بن أبي السمح وأهلهم ، فكانت له مهرًا، بل سميت بسلامة القس لأن رجلاً يُدعى عبد الرحمن بن أبي عمار الجشمي كان من قرّاء أهل مكة ، فلقب بالقص بسبب طائفته، اشتراها يزيد بن عبد الملك في عهد سليمان ، وعاشت بعده ، والكاهن عبد الرحمن بن أبي عمار من بني جاشم بن معاوية ، وكان بيته بمكة ، وسبب افتتانه بها، هذا ما قاله لي خالد الأقط، عطاء بن أبي رباح ، وأنه سمع القس سلامة يغني رغم أنه لم يقصد ذلك، فبلغ ثروته منه كل المقدار ، ورآه سيده وقال له: آخذها معك ، أو تدخل وتسمع ، لكنه رفض، قال سيده: أجلسها في مكان أسمعها تغني ولا أراها ، لكنه رفض، قال له: هل لك أن تخلعه، فابي، لم يتوقف عندها حتى أخرجها ، فوضعها بين يديها ، وغنت ، ثم شغف بها وكانت شغوفة بها ، وعرفها أهل مكة، قالت له ذات يوم: إني والله أحبك.
عاشق سلامه الملقب بالقس
في ذلك الوقت ، كانت مكة تعج بالمعبدين الزهد ، وأشهرهم عبد الرحمن بن أبي عمار ، سليل قبيلة الجشم، كونها عبدة في المدينة ، تعلمت الغناء من أشهر المطربين في ذلك الوقت ، مثل مالك بن أبي السمح، الشعر فزاد عشاقها وأتباعها ، وكان ثمنها أغلى، وازدادت شهرة سلامة حتى علم أحد أثرياء مكة ، سهيل بن عبد الرحمن ، بشرائه ، فاشتراها من مالكها بالمدينة المنورة ، ونقلها إلى منزله لإحياء احتفالات الصيف بحلاوته، اغنية حسب الباحث التاريخ الاسلامي محمد شعبان ايوب.
اترك تعليقاً