وطر مافيه من عيب سوى كلمات

وطر مافيه من عيب سوى كلمات، طريق ليس به عيوب أكثر من الكلمات ، ومعنى الطريق الذي لا عيب فيه سوى واحدة من القصائد الأندلسية اللامعة التي تحتوي على أروع وأجمل الكلمات التي يحفظها كثير من الناس في الدول العربية ، كما أن لها مكانة خاصة بين آيات أخرى من الشعر ، والتي تعتبر من أجمل القصائد التي قدمها الفنان الشاعر البارز في الوطن العربي ، سان الدين الخطيب ، ويعتبر من أشهر شعراء العصر الإسلامي.

وطر مافيه من عيب سوى كلمات

لا حرج في ذلك إلا كلام موشح جدق الغيث للفنانة الشهيرة لسان الدين الخطيب، يعتبر هذا المقطع من أجمل الآيات الأندلسية في التاريخ ، جدق الغيث، هكذا تعتبر الأغنية من أجمل ما مازال يتردد صداها في كثير من المجالس الشعرية مثل تلك التي كتبها الشاعر الأندلسي الشهير لسان الدين الخطيب الذي اشتهر بشعره الجميل والرائع ، مما جعله أروع وأفضل الفنانين والشعراء الذين ألفوا الأغاني والمقاطع الأندلسية على مر العصور.

من هو لسان الدين ابن الخطيب

يعتبر محمد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد السلماني خطيبًا ، واسمه لسان الدين بن الخطيب ، منذ أن ولد عام 1313 م في بلدة لوشا جنوبي إسبانيا ، ونذكر أنه كان، ابن الخطيب عالم أندلسي ، منذ أن كان شاعرًا وكاتبًا وفقيهًا وفيلسوفًا ومؤرخًا وسياسيًا وطبيبًا ، درس الآداب والفلسفة والطب في جامعة القرويين بمدينة فاس المغربية ، وأحد ومن أشهر قصائده قصيدة جدق الغيث ، كما يوجد بها العديد من الكتب والقصائد ، في مدينة فاس عام 1374 م.

قصيدة وطر ما فيه من عيب سوى

جادَكَ الغيْثُ إذَا الغيْثُ هَمى

يَا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما

فِي الكَرَى أَو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى

تنْقُلُ الخَطْوَ علَى مَا يُرْسَمُ

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى

مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا

فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما

كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما

يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

فِي لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى

بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

مالَ نجْمُ الكأسِ فِيهَا وهَوى

مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وطَرٌ مَا فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى

أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى

هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أَو ربّما

أثّرَتْ فِيهَا عُيونُ النّرْجِسِ

أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا

فيكونُ الرّوضُ قَد مُكِّنَ فيهْ

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا

أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ مَا تتّقيهْ

فَإِذَا الماءُ تَناجَى والحَصَى

وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما

يكْتَسي منْ غيْظِهِ مَا يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما

يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

يَا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الْغَضَا

وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا

لَا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ

فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى

تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ

واتّقوا اللهَ وأحْيُوا مُغْرَما

يتَلاشَى نفَساً فِي نفَسِ

حُبِسَ القلْبُ عليْكُمْ كرَما

أفَتَرْضَوْنَ عَفاءَ الحُبُسِ

وبقَلْبي منْكُمُ مقْتَرِبٌ

بأحاديثِ المُنَى وهوَ بَعيدْ

قمَرٌ أطلَعَ منْهُ المَغْرِبُ

بشِقوةِ المُغْرَى بهِ وهْوَ سَعيدْ

قَد تساوَى مُحسِنٌ أَو مُذْنِبُ

فِي هَواهُ منْ وعْدٍ ووَعيدْ

ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى

جالَ فِي النّفسِ مَجالَ النّفَسِ

سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى

ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ

إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ

وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ

فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ

ليْسَ فِي الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ

أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ

فِي ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ

حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما

لمْ يُراقِبْ فِي ضِعافِ الأنْفُسِ

مُنْصِفُ المظْلومِ ممّنْ ظَلَما

ومُجازي البَريءِ منْها والمُسي

مَا لقَلْبي كلّما هبّتْ صَبا

عادَهُ عيدٌ منَ الشّوْقِ جَديدْ

كانَ فِي اللّوْحِ لهُ مكْتَتَبا

قوْلُهُ إنّ عَذابي لَشديدْ

جلَبَ الهمَّ لهُ والوَصَبا

فهْوَ للأشْجانِ فِي جُهْدٍ جَهيدْ

لاعِجٌ فِي أضْلُعي قدْ أُضْرِما

فهْيَ نارٌ فِي هَشيمِ اليَبَسِ

لمْ يدَعْ فِي مُهْجَتي إلَّا ذَما

كبَقاءِ الصُّبْحِ بعْدَ الغلَسِ

سلِّمي يَا نفْسُ فِي حُكْمِ القَضا

واعْمُري الوقْتَ برُجْعَى ومَتابْ

دعْكَ منْ ذِكْرى زَمانٍ قَدْ مَضَى


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *