كم مرة طلب جدعون علامة من الرب، السؤال الذي يتكرر كثيرا عند قراءة قصة جدعون، فالإنسان بطبيعته يشك في كل شيء، و الوصول إلى اليقين لا يكون غالبا إلا بعد مرحلة طويلة من الشك، فالشك و اليقين أمران متناقضان، و الإيمان بوجود الرب أو الخالق و قدرة الرب على صنع المعجزات في هذا الكون أمر يحتاج إلى الإيمان، و الإنتقال من الشك لليقين من خلال تأمل الإنسان في معجزات الطبيعة التي خلقها الرب .
كم مرة طلب جدعون علامة من الرب
لقد وردت قصة جدعون في سفر القضاة، و قد كان يعيش في زمن كانت تعاني فيه اسرائيل من انحطاط روحي، فقد كان جدعون في طباعه و سلوكه مثله مثل باقي الشعب، يصنع أي عمل يحلو له، و يقوم بفعل كل ما يجول بخاطره، فقد طلب جدعون علامة من ملاك الرب حين ظهر له و قال (إني أكون معك، و ستضرب المديانيين كرجل واحد) و هنا قال جدعون (إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فاصنع لي علامة على أنك تكلمني) .
لكن حين اجتمع العمالقة و المديانيين من أجل حرب اسرائيل عاد جدعون ثانية يطلب العلامات، فقد أصر على هذه النغمة، و في كل مرة يطلب العلامات، كونه لا يصدق الرب، و بالرغم من عدم تصديق جدعون و عدم ايمانه فقد منحه الرب العلامة و تعامل معه، و لكن ماذا كانت النتيجة، كانت أنه لديه إصرار على ألا يصدق الرب، و عندما نزل إلى المحلة مع غلامة أعطاه الرب علامة، و كان ذلك قبل أن يقوم جدعون بالسؤال، كون الرب على علم بطبيعة جدعون الذي تعود على ألا يصدق و يستمر في الشك .
اترك تعليقاً