قصة ابراهيم بن الخصيب وجميلة بنت أبو الليث، يقال أيها الملك السعيد أن للخصيب والي مصر ولدا ، ولم يكن في زمانه خير منه ، وبسبب خوفه عليه لم يقدر أن يخرج إلا ل صلاة الجمعة ، فنظر إليها ، فرأى فيها صورة امرأة تكاد تتكلم ، ولم يرها أفضل منها على وجه الأرض ، ففكرت فيه وأذهلت عقله، فقال له: غنِّي يا شيخ هذه الصورة ، فقبل الأرض في يديه ثم قال له: يا سيدي لا تقدر بثمن. فدفع له مائة دينار وأخذ الكتاب. التي كتبت عليها اللوحة ، ونظر إليها وبكى ليل نهار ، وامتنع عن الأكل والشرب والنوم ، ولو كانت صورة مطلقة لأتوقف عن حبه ، ولن أعذب نفسي بشيء ليس له حقيقة. .
وفي الليلة الحادية والخمسين بعد التسعمائة قالت: علمت أيها الملك المبارك أن الشاب ما كان ليقول في نفسه: لو سألت الكتبي عن هذه الصورة لربما قال لي. ولما كان يوم الجمعة مر بجانب الكتبي ، ووقف أمامه وقال: يا عم ، أخبرني من صنع هذه اللوحة. قال: يا سيدي صنعه رجل من أهل بغداد اسمه أبو القاسم الصندلاني في حارة الكرح ولا أدري من هو،فقام الغلام منه ولم يعرف أحداً من مملكته ، فصلى يوم الجمعة وعاد إلى المنزل وأخذ كيسًا وملأه بالجواهر والذهب وقيمة الجواهر ثمانون ألف دينار. ثم صبر حتى الصباح وخرج ولم يعرف عنه أحد وسار في قافلة ورأى بدويا فقال لعمه كم هو بيني وبين بغداد فقال له: يا بني اين انت واين بغداد .. بينك وبينها مسافة شهرين. فقال له: يا عمي إذا اصطحبتني إلى بغداد ، فسأعطيك مائة دينار ، وهذه الفرس تحت لي ، وقيمتها ألف دينار.
قصة ابراهيم بن الخصيب وجميلة بنت أبو الليث
قال له البدوي: “الله ولي ما تقولين ولا نبقى الليلة إلا معي”. رد على قوله وقضى الليلة معه. قال له البدوي: “الحمد لله على سلامتك يا سيدي. هذه بغداد”. ابتهج الولد ونزل عن الفرس وأعطاها للبدوي مع مائة دينار. ثم أخذ الغمد وذهب ليرى شارع الكرح ومكان التجار ، وقاده القدر إلى طريق فيه خمسة عشر حجراً قتالياً ، وكان أمام المنزل باب به مصراعان. بحلقة فضية عند الباب مصمتان من الرخام مؤثثتان بأجود أنواع الأثاث ، وعلى أحدهما جلس رجل مندهش وراقٍ ، يرتدي ثيابًا فاخرة ويواجهه ، خمسة من مماليك كانوا وكأنهم أقمار. ورأى أن الغلام يعرف العلامة التي كان الكتبي يذكرها له فسلم على الرجل فسلمه ورحب به وجلسه وسأله عن حالته. .
قصة ابراهيم بن الخصيب وجميلة بنت أبو الليث
فصرخ الرجل وقال: آه يا غزال! فخرجت إليه جارية وقالت: يا سيدي! ثم قال: خذ معك بعض الخدم وانزل إلى الحجرة ونظفها وأثثها وأدخل كل شيء فيها. أنه يحتاج إلى أواني ونحوها لمصلحة هذا الشاب ذو الصورة الجيدة ، ثم خرج الخادمة وفعلت ما أمرها به ، ثم أخذه الشيخ وأراه البيت ، فقال الولد يا سيدي: ما هو الثمن؟ استئجار هذا المنزل؟ قال له: يا جميلة ، لن أطلب منك شيئًا أثناء وجودك هنا ، فشكره على ذلك. ثم دعا الشيخ الفتاة الثانية ، فخرجت إليه عذراء كأنها الشمس ، فقال لها: أحضروا الشطرنج. كل ما يحتاجه سلمه المفاتيح وقال: يا رب لا تدخل بيتي وتأكل رزقي ، فنحن نكرم منك ، ثم استقبله اللسان وأمر بإحضار الطعام ، فجلبوا له مائدة. صُنعوا من صنعاء باليمن ، وكانوا جاهزين ، وأحضروا طعامًا بألوان غريبة لا يمكن أن تكون أكثر فخراً أو أكثر لذة.
فأكل الغلام حتى شبع ، ثم غسل يديه ، وبدأ الصبي ينظر إلى البيت والأدغال ، ثم التفت إلى الكيس الذي أحضره معه ولم يره ، فقال: لا. قوة ولا قوة إلا بالله العلي القدير كان صامتا ولا يستطيع الكلام وفي الليلة الثانية والخمسين بعد تسعمائة قالت: لقد علمت أيها الملك المبارك أنه لما رأى الصبي أن الحقيبة مفقودة أصابه حزن شديد فظل صامتا ولا يستطيع الكلام. قال: نعم فضربه الشيخ ، فقال: أحسنت ، ثم توقف عن اللعب ، فقام وقال: ما بك يا ولد؟ قال: أريد القضية فقام وأحضرها وقال: ها هي يا سيدي هل تلعب معي مرة أخرى؟ قال: نعم ، فتلاعب بها ، وأتقنها الغلام. قال الرجل: عندما كان عقلك مشغولاً بالحقيبة ، هيمنت عليك ، فمتى
اترك تعليقاً