على الرغم من المفهوم الذي استقر في أذهان الكثيرين ممن يرون الألغاز بديلاً عن التسلية والمتعة ، تظل الألغاز من أقدم الأنماط الإبداعية التي رافقت حضارات الشعوب التي أنتجتها، في الواقع ، يعتقد العديد من العلماء أن هذا هو أول رد فعل فطري في محاولة الإنسان لفهم أسرار الطبيعة التي أرست ضميره وتحكمت في مصيره ، كانت الألغاز هي الشعاع الخافت الذي يؤدي إلى عوالم مغلقة ، يرغب الإنسان في استكشاف ممراتها ، وكشف أسرارها وغموضها ، بل تتعدى الألغاز ذلك إلى محاولة التعرف على الإنسان بشكل عام والشخصية الذاتية بشكل خاص، هناك روائع القصص العالمية التي لا تزال تدور حول الألغاز باعتبارها معضلات يطرحها العقل البشري ، ويتم محاولة حلها بالعقل الذكي أو تحقيقها بإرادة إيجابية واعية ، التاريخ مليء بالمناقشات التي اعتمدت اللغز كمحور رئيسي، وذلك لإثبات البراعة والقدرة على التعري كما في قصة العبد (وودي) من ألف ليلة وليلة مع علماء عصره.
اترك تعليقاً