على الرغم من المفهوم الذي استقر في أذهان الكثيرين ممن يرون الألغاز بديلاً عن التسلية والمتعة ، إلا أن الألغاز تظل من أقدم الأنماط الإبداعية التي رافقت حضارات الشعوب التي أنتجتها، في الواقع ، يعتقد العديد من العلماء أن هذا هو أول رد فعل فطري في محاولة الإنسان لفهم أسرار الطبيعة التي أرست ضميره وتحكمت في مصيره ، كانت الألغاز هي الشعاع الخافت الذي يؤدي إلى عوالم مغلقة ، يرغب الإنسان في استكشاف ممراتها ، وكشف أسرارها وغموضها ، بل تتعدى الألغاز ذلك إلى محاولة التعرف على الإنسان بشكل عام والشخصية الذاتية بشكل خاص، هناك روائع القصص العالمية التي لا تزال تدور حول الألغاز باعتبارها معضلات يطرحها العقل البشري ، ويتم محاولة حلها بالعقل الذكي أو تحقيقها بإرادة إيجابية واعية ، التاريخ مليء بالمناقشات التي اعتمدت اللغز كمحور رئيسي، وذلك لإثبات البراعة والقدرة على التعري كما في قصة العبد (وودي) من ألف ليلة وليلة مع علماء عصره.
رجل يجي بالسنة يوم عن موعده ما هو يخلف مجيه
انشدك عن رجل يجي بالسنة يوم عن موعده ما هو يخلف
انشدك عن رجل يجي بالسنة يوم عن موعده ما هو يخلف مجيه
تمتد ألغازنا لتشمل معظم الخضار والفواكه التي لفتت نظر الفلاح الفلسطيني ، لتصبح جزءًا من نسيج حياته اليومية من خلال كلمات ومعاني سهلة مستمدة من تجاربه ، لكن إيجاد إجابة لها يشكل تحديًا، تحديا للمستمع، ويلاحظ هنا أن اللوحات بعيدة كل البعد عن التقشف والتعقيد والاصطناعية، كما أنها موجهة إلى الغالبية العظمى من الناس، الحرف اليدوية، وهي الحرف والصناعات اليدوية التي ظهرت خارج هذه المحاصيل ، مثل الزراعة والحصاد والجمع والتخزين ، خاصة تلك التي تعتمد على القمح وأشجار الزيتون، إنهما قلعتان تحميان الفلاح الفلسطيني، لأنها تجسد معاني اللطف والبقاء ، ومن هنا جاء احتفالنا بهذه الصناعات والأدوات التي لا غنى عنها.
اترك تعليقاً